]![ السعادهـ ]![

السلام عليكم ورحمة اللهـ وبركاتهـ

]![ السعادهـ ]![

- تعريف السعادهـ:
السعادهـ هى "شعور بالبهجهـ والاستمتاع منصهرين سوياً"، والشعور بالشىء أو الإحساس بهـ هو شىء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض فى تجربهـ تعكس ذلك الشعور على الشخص، و"إنما هى حالهـ تجعل الشخص يحكم على حياتهـ بأنها حياة جميلهـ ومستقرهـ خاليهـ من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظرهـ".

- أنواع السعادهـ:
وهناك محفز للسعادهـ والذى يؤدى إلى نوعي السعادهـ:
أ- السعادهـ القصيرهـ أي التي تستمر لفترهـ قصيرهـ من الزمن.
ب- السعادهـ الطويلهـ التي تستمر لفترهـ طويلهـ من الزمن (هى عبارهـ عن سلسلهـ من محفزات السعادهـ القصيرهـ)، وتتجدد باستمرار لتعطي الإيحاء بالسعادهـ الأبديهـ.
أما الوسيلهـ التي تحفز الإنسان على إحساسهـ بالسعادهـ هي كيفيهـ التأمل لوضع أهداف للنفس ليتم تحقيقها: الشخص المشغول دائماً والمثقل بأعباء العمل، فالطريقهـ الأكثر فاعليهـ لهـ لكي يكون سعيداً ويبتعد عن الاكتئاب الذى يكتسبهـ مع دوامة العمل هو إحراز تقدم ثابت ومطرد لأهداف وضعها لنفسهـ.
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو بسيطاً أو سهلاً، إلا إنهـ أسلوب صعب للوصول من خلالهـ لتحقيق السعادهـ. وبالطبع تختلف الأهداف من شخص لآخر، لكن الوسيلهـ في تحقيقها تتشابهـ عند مختلف الأشخاص ألا وهي التقدم الثابت والمطرد للوصول لأهداف ذات معنى. ووجود معنى أو مغزى لهذهـ الأهداف هو الذى يحقق السعادهـ وليس وضع الأهداف في حد ذاتها، لأن الشخص بإمكانهـ إحراز نجاحاً في أهداف وضعها لنفسهـ لكنها لا تخلق لديهـ الشعور بالسعادهـ.
ويأتي تفسير الأهداف ذات المعنى أو المغزى "أهداف متوازنهـ لضمان تحقيق متطلبات السعادهـ".

- وما هي متطلبات السعادهـ؟
أ- التمتع بالصحهـ الجيدهـ.
ب- دخل كافٍ لمقابلة الاحتياجات الأساسيهـ.
ج- وجود عاطفهـ في حياة الشخص.
د- انشغال الشخص بعمل منتج أو نشاط.
هـ- أهداف للحياهـ محددهـ وقابلهـ للتحقق.
و- السلوك الطيب للشخص من عوامل تحقيق السعادهـ لنفسهـ.
ى- بالإضافة إلى المتطلبات السابقهـ، ينبغى أن يتوافر لدى الفرد المقدرهـ على إغفال مسببات التعاسهـ في حياتهـ.
فإذا كنت أغنى أغنياء العالم ويتوافر لديك المال ولكن في غياب التمتع بالصحهـ أو الإغفال عن فن إدارة العلاقات مع الاخرين فلن تصل للسعادهـ.

- ما هي مثبطات السعادهـ؟
أ- افتقاد إحدى عناصر متطلبات السعادهـ.
ب- الإخفاق في تحديد الأهداف في الحياة (مهما كانت نوعية هذهـ الأهداف).
ج- وجود الحسد.
د- العلاقات السيئهـ.
هـ- الوحدهـ تدمر السعادهـ ولايجعل الإنسان يصل إليها.
و- الخوف من آراء الاخرين.

- استمرارية السعادهـ (السعادهـ المستدامهـ):
توصلت الدراسات إلى أن هناك عدد من العوامل التي تساهم فى استمرارية السعادهـ أو الذي نطلق عليهـ مفهوم "السعادهـ المستدامهـ"، فالأمر لا يقف عند حد تحقيقها فقط بل الأهم هو المحافظهـ على استمراريتها.
بعضاً من هذهـ العوامل:
- تقدير الذات.
- الشعور بالسيطرهـ على مجريات الحياهـ الذاتيهـ.
- وجود العلاقات الحميميهـ الدافئهـ (علاقة الزواج أو الصداقهـ ... الخ).
- القيام بعمل مرضٍ.
- القيام بأنشطة ترفيهيهـ تُسعد النفس.
- السلوك الحميد والصحة السليمة، مرتبطان بتحقيق السعادهـ واستمرارها أيضاً.
- الاعتدال في أي شىء.
- الاهتمامات غير الشخصيهـ.
ومن هنا نجد أن الطريقهـ الفعالهـ لإحراز السعادهـ، هو وضع أهداف لكل متطلب من متطلبات تحقيقها واستمرارها ثم تفنيد التقدم ومتابعتهـ تجاهـ كل هذهـ الأهداف.

- خطوات تحقيق السعادهـ:
- أول خطوهـ وضع أهداف في إطار الحياة التى نعيشها. وينبغى أن تكون أهداف لها معنى ومحددهـ ولها توقيت زمني تُنجز فيها.
إذا لم تكن الأهداف محددهـ ولا تخضع إلى توقيت زمني، فلن يكون الشخص قادراً على قياس ما أحرزهـ من تقدم في أهدافهـ وبالتالي سيتوقف الشعور بالسعادهـ عند حد معين ولن يستمر مفعولها الذي يرتبط بالتقدم المطرد في إحراز الأهداف.
كما هناك ضرورهـ بأن توضع الأهداف في إطار الحياة التى يعيشها الإنسان، أو بمعنى آخر أن تكون محكومهـ بظروف كل شخص يعيش فيها مثل: ظروف حالتهـ الصحيهـ والماليهـ، وعلى مستوى علاقتهـ وسلوكهـ عامة .. لضمان القابليهـ للتحقق وألا يكون مبالغاً فيها.

- ثم تأتي الخطوهـ التاليهـ لتقييم وضعك الحالي بالنسبهـ لتحقيق أهدافك (وهذا يتم بعدفترهـ وبشكل مطرد). ومثالاً لتوضيح ذلك إذا قررت توفير مبلغاً من المال على مدة زمنيهـ خمسة أعوام فلابد من تقييم الدخل الحالي والمصاريف (أوجهـ الصرف) لتعرف قدرتك التوفيريهـ للوصول إلى هذا المبلغ بعد مرور الخمسة أعوام من عدمهـ؟

- الخطوهـ الثالثهـ الالتزام ببرنامج زمني تضعهـ لتحقيق هدفك من التوفير وذلك بإحدى الطريقتين الآتيتين: إما أن توفر المزيد من الأموال أو بزيادة الدخل (أي الإنفاق الأقل أو الكسب الأكثر).
ولمزيد من التوضيح إذا أردت توفير المبلغ المالي الذى ترمو إلى الوصول إليهـ إما أن تخفض النفقات الشهريهـ بعدم تناول الوجبات خارج المنزل أو عدم التنزهـ كثيراً. والطريقهـ الثانيهـ اللجوء إلى عمل إضافي لزيادة الدخل بدون مزيد من الاستقطاعات من الدخل الموجود بالفعل.

- ثم يليها مرحلة التنفيذ ومتابعة التقدم. بمجرد ان تشعر بالتحقيق المستمر لأهدافك يتزايد لديك الشعور بالسعادهـ. وما يؤكد ذلك أن العديد منا يسعد إذا فقد كيلوجراماً واحداً في الأسبوع من الوزن عند اتباع برنامج لفقد الوزن، تخيل نفس التأثير مع كافة عوامل الحياة فمن الهام أن يكون التقدم بشكل مستمر .. فالسعادهـ تنمو بتقدم الشخص في حياتهـ المتمثلهـ في أهدافهـ.
وبمجرد أن يرى الإنسان أن أهدافهـ المبدئيهـ تحققت، لابد وعلى الفور أن يبدأ في وضع أهداف جديدهـ قد تكون لأوجهـ جديدهـ في حياتهـ في كل مرهـ: إذا كنت قد أحرزت أهداف في اللياقهـ أو على المستوى المالي إختر هدفاً آخر مختلف من العالم الذي يحيط بك.
وينبغي أن يعي الفرد أن الهدف المؤقت يساوي سعادة مؤقتهـ، فلم يخطر ببالك أنهـ إذا ورث الشخص مبلغ مالي كبير بالطبع سيُدخل عليهـ السعادهـ الغامرهـ لكن مع استمرار هذهـ الحقيقهـ ستتلاشى السعادهـ وتصبح شيئاً مألوفاً لأن الشخص يعتاد على وجودها .. فالتفكير الدائم في هدف جديد يساوي سعادة طويلة الأجل.

- مفاتيح أخرى للسعادهـ:
1- الاستمتاع بالآخرين:
هذا مفهوم جديد لتحقيق السعادهـ، لِمَ لا تتعلم الاستمتاع بالآخرين لأن هذا يحقق السعادهـ للشخص .. لكن ما هي وسائل إدراك الاستمتاع بالآخرين؟
- إذا نظرت لأطفالك أو أية اطفال تلهو في الحديقة، ألن تجد نفسك تبتسم وتشعر براحة داخليهـ عند رؤية ابتهاج الطفل وبراءتهـ في اللعب.
- ألم تنظر إلى شخص كهل يستند على عصاهـ وهو يتنزهـ ويعطيك شعور بالرضاء النفسي.
- ألم ينتابك شعور بالمتعهـ عند رؤية شخص متأنقاً يلبس سترة جديدهـ أو يضع عطراً فواحاً.
- ألم يُعجبك شخصاً وسيماً أو فتاة جميلهـ.
- ألم تشدك البساطهـ في موقف أو تصرف.
- ألم ترتاح عند الحديث مع زميل أو صديق.
- ألم تسعد بوجود صحبة معك.
- ألم تتمنى النجاح لشخص تحبهـ.

كل هذهـ ممارسات للسعادهـ أو أنماط يحقق بها الإنسان سعادتهـ التي من الممكن أن يلتفت إليها حتى وإن كانت تحقق لهـ "السعادهـ الوقتيهـ" إلا أن تعلم الاستمتاع بكل ما يحيط بك هي وسيلة من وسائل معرفة السعادهـ.

2- النسيان مرادف جديد السعادهـ:
النسيان مفتاح آخر هام من مفاتيح السعادهـ، والشخص الذي يكتسب المزيد من المعلومات يفقد السعادهـ.
النسيان المتعمد هنا يكون الحل، ولمزيد من الفهم: هل بوسع أي شخص أن يكون سعيداً إذا تعمد أن يتذكر أن أطفالهـ الذين يلهون أمام عينيهـ سيموتون في يوم من الأيام؟ أو التفكير المضني عن الإصابة بمرض أو ضياع ثروة ماليهـ؟ وبوجهـ عام، هل سيسعد الإنسان إذا فكر بأسلوب مأساوي في كافة تفاصيل حياتهـ .. فالتجاهل أو النسيان المتعمد يحقق السعادهـ.

3- التواكل لا يحقق السعادهـ:
والتواكل هنا معناهـ الاعتماد على الآخرين في تحقيق السعادهـ الذاتيهـ لهـ، كما الحال مع المشاهير فسعادتهم الأساسيهـ تعتمد على الإطراء والإعجاب ممن حولهم وترتبط السعادهـ عند هؤلاء الأشخاص أو بما نسميهـ بالحالهـ المزاجيهـ الإيجابيهـ على أشخاص آخرين .. فلا ينبغى أن ترتبط بالمواقف المؤقتهـ التي يعيشها الشخص فينبغي أن تكون نابعهـ من داخلهـ.